يوحنا الدمشقي: قديس في البلاط الأموي
يوحنا الدمشقي: قديس في بلاط أموي
حياته
آخر آباء الكنيسة الشرقية، قديس ولاهوتي. وُلِدَ في دمشق ونشأ في بلاط الخلفاء الأمويين، كان حفيد منصور بن سرجون، رئيس ديوان الماليّة على عهد معاوية. وقد عمل يوحنا أيضاً في البلاط لكن نحو عام 690 ترك كل شيء ودخل دير القديس سابا في فلسطين بالقرب من القدس، حيث سيم كاهناً. بذل جهداً عظيماً في الدفاع بقلمه وبعظاته عن العقيدة المسيحية.
في المجادلة التي قامت بشأن تكريم الأيقونات، أسهم يوحنا الدمشقي في الدفاع عنها ضدَّ أمر الامبراطور لاون الثالث إيزاوريكوس بإتلافها، منشأً بذلك ما يعرف بلاهوت الأيقونات وقد عاد قبل موته إلى سوريا للدفاع عن هذه العقيدة.
يُعتَبَر يوحنا الدمشقي آخر الآباء الشرقيين، فمعه يُختمُ عهدٌ ويبدأ آخر أي عهد العصور الوسطى. من الجدير بالذكر أن القديس توما الأكويني يستشهد بيوحنا الدمشقي بشكل واسع في أعماله.
عام 1890 أعلنهُ البابا لاون الثالث عشر معلماً في الكنيسة. يحتفل بذكراه في التقويم الغربي يوم 4 كانون الأول (ديسمبر).
أفكاره
لقد كان يوحنا كاتباً ملمّاً بعلوم عديدة فقد كتب عن العقيدة، شرح الكتاب المقدس، الأخلاق، التقشّف والشعر. لكن أهميته الكبرى تكمن في أنه تمكّن من عمل خلاصة واضحة وأكيدة فيما يخص التعاليم الأساسية في اللاهوت المسيحي. هو ذاته يقول في "منهل المعرفة" بأنه لا يود أن يضيف شيئاً من عندهِ.
مؤلفاته
اشتهر يوحنا بمؤلفاته اللاهوتية، وأشهرها "منهل المعرفة"، وينقسم إلى 3 أقسام: تفسير لاهوتي لمقولات أرسطو، وتاريخ البدع، وعرض للعقيدة المسيحية القويمة. وتنسب إليهِ مختارات روحانيّة وأخلاقية واسعة. وقد نظم يوحنا أيضاً الأناشيد الدينية ورتب الغناء في بعض الطقوس والصلوات، ولهذا فإن تقواه لا تزال حيّة في الكنيسة البيزنطية بفضل تلك الأناشيد.