هذا العيد
احتفل العالم المسيحي في نهاية الأسبوع الأخير بواحد من أجل الأعياد المقدسة هو عيد الفصح. و قد اتخذ الاحتفال بهذا العيد مظاهر شتى اتفقت كلها على سمو هذه المناسبة، و دلالتها الروحية العظيمة لدى كل المسيحيين.ويُعتبر عيد الفصح المسيحي امتداداً لعيد الفصح اليهودي، إلا أن معناه عند المسيحيين يختلف عن معناه عند اليهود، فبينما يجسد «الفصح» بالنسبة لليهود ذكرى خروجهم من مصر، أي من العبودية إلى الحرية، يجسد بالنسبة للمسيحيين عبور الشخص المؤمن من عبودية الخطيئة إلى حرية الخلاص الذي أتى به السيد المسيح.
ويرى المسيحيون أن السيد المسيح قبل صلبه لم يأكل مع تلاميذه عشاء الفصح المكوّن من الحَمَل المذبوح، بل ذبح نفسه على الصليب ليصير هو « الحَمَل المذبوح» مشكّلاً كفّارة عن خطايا الناس. كما أن عيد الفصح المسيحي، أو يوم القيامة المجيد، هو العيد الذي تحمل مناسبته الكثير من الآلام والمحبة، الإخلاص، والعمل.. ذلك أنه يشير إلى الحرية.. والى فصح الحياة والخلود... وهو يوم، يرنو فيه الناس إلى حرية المسيح ، حيث تم عبور المؤمنين المسيحيين من عبودية خطيئة اليهود، الى التحرر والإيمان الكامل.و للفصح أيضا مقام كبير عبر التاريخ حتى بين المسلمين، حيث يذكر المؤرخ محمد أبو طالب الدمشقي أن أهل حماه كانوا يحتفلون به مدة ستة أيام، يبطلون أشغالهم ويتشحون بالثياب الفاخرة، التي يسميها الكساوة الفاخرة، ويصنعون الكعك والحلوى. كما يذكر أيضاً أن الجيران من حمص والسويدية ومصياف ومعرة النعمان، كانوا يجتمعون في حماه مشاركين المسيحيين النصارى بهذه الأعياد المجيدة.نبارك لجميع الإخوة المسيحيين هذا العيد الأغر، و نهديهم بالمناسبة هذه القصيدة الجميلة التي كتبها شاعر مسلم تحية لهذه العيد العظيم، و القصيدة أكثر من ذلك تعبير على الرابطة الروحية المتينة التي تجمع المسلمين و المسيحيين:
تحية لعيد الفصح المجيد
محمد وفاء الدين المؤقت
يصعد النور للسماء جلالا
آية المجد أن تكون جمالا
وغدا الكون ساطعاً من ضياء وبدا النور قائماً يتلالا
غادر الأرض شامخاً في اعتزاز زرع الحب والسلام وصالاكان هدياً ورحمة وسلاماً كان شمساً مضيئة ومثالا
هو »عيسى« عليه ألف سلام كم يلاقي من جهلهم أهوالا
علم الناس كل خير وحب وهداهم وبدل الأحوالا
كل وصف في المديح قليل أين مني ولو أطلت مقالا
صلوات الله تترى مرسلات كان نوراً وهادياً وكمالا
نحن قوم أمجادنا ساطعات مهبط الوحي عندنا يتلالا
نحن قوم الحب فينا إخاء من عناق نرى الصليب هلالا
وحدة الشعب في النفوس أريج وجعلنا ودادنا في القلوب وصالا
نحن شعبٌ الحبُّ فينا شعارٌ كنا ونبقى وحدة أجيالاكل شبر من أرضنا بارقات كان هدياً وعزة ونضالا
وقضى الله أن نعيش إخاء وحدة الصف أن تكون اتصالاسوف نمضي الى العلاء بعزم أمة العرب سوف تبقى مثالا