عشاق الله

إلى إرهابي

 

لا شيء يرعبهم أكثر من حياتنا البسيطة. لذلك يريدون أن يقتلونا واحدا واحدا.

الإرهاب يريد أن يقتل الحياة

يريد أن يشل شهيتنا في حرث حقل

أو غرس شجرة

أو رسم لوحة

أو كتابة رواية

أو نظم شعر

أو إنهاء بحث

أو بداية مقاولة

أو التجول في حديقة

أو بناء دولة

أو قراءة كتاب

أو التأمل في معنى الكون

أو الفرح البسيط بأطفالنا يكبرون بيننا

أيها الإرهابي:دع عنك شعبي، و أمة الفقراء و أمور الحياة جميعها. أنت عدو الحياة كلها. و أنت أكبر عدو للفقراء: تحتقرهم لأنك تستصغر أثمن ما يملكون، تسخر حياتهم لجنونك الدموي.

دع عنك شعبي و أمة الفقراء. و اخلع قناعك. و إذا كنت حقا تدعي البطولة فادخل ببساطة إلى شؤون الحياة. فهي خلاف و جدل، و أخذ و رد، و نجاح و إخفاق، و صواب و خطأ، و فرح و ألم، و قدرة على حل بعض القضايا و عجز أحيانا كثيرة، حماس و إحباط، يقين نسبي و شك دائم، صراع لا ينتهي حضاري، ينظم اختلافات لا حقائق فيها مطلقة و لا انتصارات نهائية، إنسانية فقط إنسانية.

لا تخف من الحياة. انظر حتى بوجودك المرعب فإنها مستمرة. أما أنت فلا حياة لك. ما حياتك إلا موت الآخرين...انظر إلى داخلك. تحسس إن كان بقي فيك شيء منا، أعني من الإنسان..فقد يسعفك لتأخذ قلما أو محراثا، أو فرشاة، أو طريقا إلى مجلس أصدقاء، أو قريب تعوده، أو محاضرة تهمك، أو إحسان، أو ابتسام، أو حلم جميل.. أو أي طريق يدخل إلى الحياة

اخرج من حقدك، من سجنك، و إلا فلن تغادر قبرك هذا إلا ...لقبرك

مقاطع من خطاب طويل