عشاق الله

عام جديد

  اليوم استقبلنا عاما جديدا، و ودعنا آخر، و كلنا آمال و تمنيات أن يكون العام الجديد خطوة نحو الأفضل. فليس منا إلا من له رجاء أو حلم أو رغبة يهفو لتحقيقها عند مشارف كل سنة جديدة. و من لا رغبة لديه في تحقيق شيء جديد أو الحلم بالجديد و التوق إلى ارتياد آفاق جديدة هو شخص قد بدأ عده العكسي نحو الموت بجميع معانيه المختلفة.

كل بداية سنة جديدة هي محطة رئيسية نقف عندها و نتأمل مسار حياتنا لنرى مدى حجم النمو الذي راكمناه، و درجة التحول الذي حققناه، و هل كنا جديرين بتلك السنة من حياتنا، أم أنها كانت نسخة مكرورة و مملة لسنوات أخرى خلت. فالنمو قانون أساسي من قوانين الحياة، و ليس من شيء حولنا إلا و ينمو و يتحول.

لقد عرف موقع عشاق الله خلال السنوات الماضية تحولات كثيرة منها الإيجابي و السلبي، و رافقنا في مسارنا إخوة أعضاء كثر، ساهموا معنا بالمداخلات و الأفكار و التشجيع، و كانوا دائما سندا قويا  لنا. لكن هل نحن راضون على ما أنجزناه حتى الآن؟ طبعا نحس بدرجة كبيرة من الارتياح، خصوصا حين تصلنا أصداء تجاوب إخوة كثيرين مع رسالتنا. لكننا في الحقيقة لم نصل بعد إلى تلك الدرجة المرجوة من الرضى على النفس. فرؤيتنا واسعة، و واقعنا للأسف لا يزال ضيقا. و أملنا مع كل سنة جديدة أن يزيد هذا الواقع اتساعا لاحتواء تلك الرؤية النبيلة حين يتجاور الإخوة المسلمون و المسيحيون في حوار روحاني تكاملي  بناء، بعيد عن التنابز بالعقائد، و الجدل السقيم. فعظيم جدا أملنا في المستقبل.

نتمنى أن تكون سنتنا الجديدة هذه سنة خير عميم، و تحولات نوعية، و نمو ملموس، على كل الأعضاء الكرام. و على الجميع السلام و المحبة.

نادر عبد الأمير