عشاق الله

يوحنا بولس الثاني: أول بابا يدخل مسجدا

يوحنا بولس الثاني: أول بابا يدخل مسجدا

اسمه الأصلي كارول فويتيلا، و قد كبر في قرية فادوفيتش بجنوب بولندا. كان والده ضابطا بالجيش. و كانت تربية كارول صارمة وورعة، وقد توفيت أمه وأخوه قبل أن يبلغ الرابعة عشرة.
كشاب كان فويتيلا يعشق الرياضة، ومنها كرة القدم والتزحلق على الجليد، كما كان يحب التمثيل والمسرح. وكان في سن المراهقة حينما اجتاحت الدبابات الألمانية بولندا عام 1939.
خلال الحرب العالمية الثانية والاحتلال النازي اشتغل فويتيلا كعامل، بينما كان يدرس اللاهوت سرا. وفي عام 1944 عقب حملة على التعليم الديني اضطر فويتيلا للاختباء، وتم إرسال الكثير من أصدقائه لمعسكرات الاعتقال.
واصل فويتيلا دراسته بعد الحرب، ورسم قسا في عام 1946، وبحلول عام 1964 وصل إلى منصب رئيس أساقفة كراكوف وأصبح كاردينالا بعد ذلك بثلاث سنوات.
وخلال هذه السنوات حظي فويتيلا بالاحترام لموقفه إزاء النظام الشيوعي ببولندا.
لقد جاء اختيار كارول فويتيلا غير متوقع لتولي البابوية حينما انتخب للمنصب عام 1978، ولم يكن قد تجاوز الثامنة والخمسين من عمره. فقد كان فويتيلا هو أول بابا غير إيطالي منذ 450 عاما وكان ينظر إليه على أنه غريب على المنصب، وقد تولى البابوية تحت اسم يوحنا بولس الثاني. ومن بين أولى زيارته زيارة قام بها لمسقط رأسه بولندا – وكانت أول زيارة بابوية لبلد تحت حكم شيوعي. غير أن زيارته شجعت الناس وساعدت على زرع بذور الثورة التي قدر لها الميلاد بعد ذلك بعشر سنوات.
أصبح يوحنا بولس الثاني أكثر بابا يقوم بجولات خارجية في التاريخ. وقد حذره مستشاروه من أن نفوذه المتنامي قد يجعله هدفا للاغتيال، غير أنه لم يقلل من ظهوره بشكل عام.
وفي 13 مايو1981، تعرض لإطلاق النار وأصيب بالرصاص من طرف شخص مأجور، و ذلك في ساحة القديس بطرس بينما كان يميل لتحيه الجماهير.
بعد فترة طويلة من التعافي التقى البابا مع التركي الذي أطلق عليه الرصاص، وأعلن له عن صفحه.
وقد تم تشديد الأمن المحيط بالبابا منذ محاولة اغتياله عام 1981، واشتهر البابا خلال جولاته الخارجية العديدة بالعربة البابوية التي تنقله.
وأمكن للبابا الوقوف داخل العربة البابوية المحاطة بالزجاج المضاد للرصاص، حيث تشاهده الحشود التي يبادلها التحية.

يحتفظ التاريخ ليوحنا بولس الثاني كونه أول بابا في التاريخ تطأ قدماه مسجدا في بلد مسلم، إذ تم ذلك أثناء زيارة البابا لسوريا في مايو 2001. وكان البابا قد زار عام 1986 المغرب وخرج الآلاف لاستقباله واستمعوا لخطاب ألقاه في أكبر ملعب لكرة القدم بالمملكة.
تعرض البابا في السنوات الأخيرة لعدة انتكاسات صحية وقام بإجراء عدة عمليات جراحية منها عملية أجريت أخيرا في القصبة الهوائية، كما أن إصابته بداء باركنسون (الشلل الرعاش) فاقم من حالته.

لقد أثارالبابا جدلا واسعا في أوساط اليهود والشواذ، و ذلك في كتابه الأخير "الذاكرة والهوية" من خلال مقارنته بين الإجهاض والهولوكوست ووصفه زواج المثلين بأنه جزء من أيديولوجية الشر

فاحتج اليهود على مقارنة البابا بين الإجهاض وبين ما يسمى بمذابح الهولوكوست بالرغم من تبريرات الكنيسة بأن البابا لم يكن يحاول وضع مذابح النازيين الألمان والإجهاض في كفة واحدة إلا أن ذلك لم يشفع له لدى اليهود.



موقفه من العراق وفلسطين
في آخر لقاء جمع بوش مع البابا يوحنا العام الماضي أكد السفير الأميركي لدى الحبر الأعظم أن "الموقف الأميركي وموقف الفاتياكان غير متعارضين تماما حول مسألة العراق" زاعما أن كلا الطرفين يريدان للعراق أن يكون بلدا مستقلا ينعم بالحرية.

أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد واجه البابا انتقادات لاذعة من قبل المسؤولين الإسرائيليين
بسبب لقائه الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث كان أول لقاء جمع بينهما في عام 1981 وكذلك استقباله لمسؤولين فلسطينيين آخرين وإدانته الصريحة لبناء الجدار الفاصل.

 

اقرأ المزيد عن هذا البابا في المقال التالي: البابا يوحنا الثاني والإسلام للكاتب لطفي حداد