موسى بن ميمون
موسى بن ميمون
وُلِد موسى بن ميمون فى قرطبة سنة 1135 ميلادية، وتوفى فى القاهرة سنة 1204 ميلادية ، واشتهر بأنه أهم شخصية يهودية خلال العصور الوسطى. له تصانيف شهيرة مكتوبة باللغة العبرانية. و له ايضاً في اللغة العربية كتاب "دلالة الحائرين" طبع في باريس من سنة 1865 الى 1866م مع ترجمة فرنسية و شرح باعتناء العلامة منك و الكتاب يتناول توفيق التوحيد مع الفلسفة. و له ايضاً في اللغة العربية كتاب الشرائع ترجمها الى العبرانية العلامة شالومن بن يوسف بن ايوب طبع جزء منه في لايبسك سنة 1881م في 63 صح فيها المتن العربي مع الترجمة العبرانية مع ترجمة اخرى المانية و شروح باعتناء العلامة بارتز.وله ايضاً مقالة في تدبير الصحة و كتاب فصول في علم الطب استخرجه من مصنفات جالينس اليوناني.
هرب موسى بن ميمون من اضطهاد موحدي الأندلس، الى القاهرة: حيث كان يحكم الأمير صلاح الدين – الذي سوف يحرر مدينة القدس بعد بضع سنين، من قبضة الأمراء المسيحيين، ويعيد أكبر أجزاء البلاد (فلسطين) الى حكم الخلافة مرة أخرى. وفي القاهرة تعلم موسى بن ميمون الكلدانية واليونانية، وبعد سبع سنوات أصبح أستاذاً في المدرسة التي أنشأها يهو مصر في الفسطاط لتعليم الديانة اليهودية والفلسفة والرياضيات والطب.
وقد عرف هذا العالم لدى العرب بأبي عمران موسى بن ميمون عبيد الله. وكان من أبرز تلامذته يوسف بن عقنين المعروف عند العرب بأبي الحجاج يوسف بن اسحاق السبتي المغربي، والذي اشتهر كطبيب وفلكي بارع، وكذلك سعديا بن بركات .
عاش ابن ميمون فى المحيط العربى والإسلامى ، فقد تلقَّى العلم على يد ثلاثةٍ من العلماء المسلمين ، حيث تلقَّى مباشرةً من ابن الأفلح ومن أحد تلاميذ ابن الصائغ .. وتلقى من ابن رشد بشكلٍ غير مباشر ، حين عكف -كما يذكر ابن ميمون نفسه- على دراسة مؤلفات ابن رشد طيلة ثلاثة عشر سنة.
والمطالِعُ فى أحد أهم كُتب ابن ميمون : دلالة الحائرين . لا يجد إلا صدى لأفكار فلاسفة الإسلام وعلماء الكلام - خاصةً الأشاعرة - ولذلك فحين ألَّف إسرائيل ولفنسون كتابه موسى بن ميمون حياته ومصنفاته وهو الكتابُ المنشور بالعربية فى القاهرة سنـة 1936 م كتب الشيخ مصطفى عبد الرزاق مقدمة الكتاب فقال فيها : إن موسى ابن ميمون يعدُّ من الفلاسفة المسلمين ! ثم ذكر العديد من الأدلة المؤيدة لذلك .. وفى مقدمة تحقيقه لكتاب " دلالة الحائرين" يقول الدكتور/ حسين آتاى : إذا أخذنا فى الاعتبار أنَّ الشهرستانى قد عدَّ حنين بن إسحاق النصرانى ، فيلسوفاً إسلاميّاً ؛ فإنه لاوجهَ للتفرقة بينه وبين موسى بن ميمون الإسرائيلى .. والدارس للثقافة الإسلامية حين يقرأ كتابه "دلالة الحائرين" يرى أن موسى بن ميمون حتى فى مناقشاته لنصوص التوراة ، إنما يصدر عن فكرٍ وثقافةٍ إسلامية ، وأنه عندما ينتقد المتكلمين المسلمين يكون نقدُه لهم بأسلوبٍ خالٍ من الشدة التى ينتقد بها المتكلمون المسلمون بعضهم بعضاً ، وأنه ينقد بنى دينه بشكلٍ أشد .. إذن ، فأبن ميمون يُعتبر فيلسوفاً إسلاميّاً.
وقد انتقل موسى بن ميمون الى جوار ربه سنة 1204 وهو في السبعين من عمره.
(عن الدكتور يوسف زيدان بتصرف)