عشاق الله

أحب قريبك كنفسك

أحب قريبك كنفسك

مؤخرا قرأنا خبرا مؤسفا من إسلام أباد مفاده أن مئات المسلمين الغاضبين هاجموا كنيستين في جنوب باكستان بعد انتشار مزاعم أن مسيحيا دنس المصحف بحسب ما أفاد مسؤولون حكوميون ومصادر في الشرطة. و قد باتت مثل هذه الأحداث التي تدخل في باب العنف و العنف المضاد تملأ صفحات الجرائد و قصاصات الأخبار، مما يدق ناقوس الخطر ويؤشر على تدني الوعي الحضاري في التعامل مع مسأله الاختلاف. فالشاب الذي دنس المصحف و صنف على أنه مسيحي، لا يمكن أن يكون مسيحيا إلا بالاسم، لأنه أخل بوصية أساسية من وصايا السيد المسيح هي: أن"تحب قريبك كنفسك "(لوقا 10: 27). و هي من وصايا الحياة، لأن السيد المسيح أخبر الشخص الذي سأله أنه إن عمل بهذه الوصية يحيا. هكذا نرى و بالملموس كيف أن الشاب الباكستاني بعمله الشنيع ذلك قد أدخل روحه و جسده و أرواح و أجساد جيرانه من مسيحيين و مسلمين في دائرة الموت.

  لذلك ينبغي للإخوة المسيحيين و المسلمين ألا يكنوا سوى المحبة الصادقة لبعضهم البعض، و أن تتسم علاقاتهم بالاحترام المتبادل، لأنهم إخوة تربطهم روابط سماوية واضحة، و تؤلف بينهم أواصر حضارية مشتركة. بل يمكننا القول أن دائرة الائتلاف فيما بينهم أوسع بكثير من دائرة الاختلاف. فلنعمق دائرة الائتلاف، و نتحاور بالتي هي أحسن في هامش الاختلاف، مضيئين درب بعضنا البعض، و ذلك عملا بقول السيد المسيح: "أوصيكم بأن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أحبوا أنتم أيضاً بعضكم بعضاً بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذي إذا أحببتم بعضكم بعضاً: (يوحنا 13/34 ـ 35). و قوله أيضا: (هذه وصيتي: أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم. ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه عن أحبائه، فإن عملتم بما أوصيكم به كنتم أحبائي: يوحنا: 15/ 13 ـ 14 ). و هو القول الذي يجد صداه في الآية الكريمة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير." (سورة الحجرات، 13)

نادر عبد الأمير