الأم الساهرة/ سيد قطب
الأم الساهرة
سيد قطب
أمّاه ! ها أنذا رجعت فنامي
موفورة الآمال والأحـلام
ِ
ما زلِت يقظي لا يلم بخاطر
منك النعاس وأنت بين نيامِ
تَتَسَمَّعين الوهم من خطوي إذا
حَمَل الهواء صدى من الأقدامِ
وَتُحدِّقين بكل جارحةٍ تـرى
ما بين طيات الظلام الطامي
وتصوغ أوهامُ الحنان مخاوفاً
حوْلي فيدفعها الرجاء الظامي
وترينني الطفل الذي ترعينه
بالعطف رغم شهادة الأعوام
حتى أعود فأنت بـاسـمـة
ودامعة معاً في لفهـةٍ وأوامِ
إذا يـدي بيديك تلتمسينها
هرباً من الأشباح والأوهامِ