عشاق الله

ليلة القدر

بدر شاكر السياب

يَا لَيْلَةً تَفْضُلُ الأَعْوَامَ وَالحِقَبَا
هَيَّجْتِ لِلقَلْبِ ذِكْرَى فَاغْتَدَى لَهَبَا

يَا لَيْلَةَ القَدْرِ يَا ظِلاًّ نَلُوذُ بِهِ
إِنْ مَسَّنَا جَاحِمُ الرَّمْضَاءِ مُلْتَهِبَا

ذِكْرَاكِ فِي كُلِّ عَامٍ صَيْحَةٌ عَبَرَتْ
مِنْ عَالَمِ الغَيْبِ تَدْعُو الفِتْيَةَ العُرُبَا

يَا لَيْلَةَ القَدْرِ يَا نُورًا أَضَاءَ لَنَا
قَاعَ السَّمَاءِ فَأَبْصَرْنَا مَدًى عَجَبَا

تَنَزَّلُ الرُّوحُ رَفَّافًا بِأَجْنِحَةٍ
بِيضٍ عَلَى الكَوْنِ أَرْخَاهُنَّ أَوْ سَحَبَا

عَطْفُ الأُمُومَةِ فِي عَيْنَيْهِ مُتَّقِدٌ
وَإِنْ يَكُنْ لِلتُّقَاةِ المُحْسِنِينَ أَبَا

وَلِلمَلائِكِ تَسْبِيحٌ وَزَغْرَدَةٌ
تَكَادُ رَنَّاتُهَا أَنْ تُذْهِلَ الشُّهُبَا