عشاق الله

منازل الصوم ودرجاته

 

منازل الصوم ودرجاته

قد يظن الكثير أن الصوم درجة واحدة ومنزلة واحدة فهم يصومن فقط عن الطعام والشراب حتي غروب الشمس ، وهو ظن صحيح لكنه بشكل عام ‏,‏أما بشكل خاص فالصوم درجات يتفاوت الناس فيها من حيث الالتزام الكامل في الصوم أو عدمه‏,‏ ولذلك ذهب المحققون من السلف الصالح أن الصيام له ثلاث درجات من حيث مدي الالتزام في الصيام أو عدمه‏,‏ وهي‏:‏ صيام العوام وصيام الخواص وصيام خواص الخواص‏,‏ وعلي ذلك تتفاوت درجات الأجر‏‏ للصائم بتفاوت هذه الدرجات‏,‏ وهو ما توضحه صحيفة الأهرام فيما يلي‏:‏

‏1‏ ـ صوم العوام‏:‏ وهو الصوم الذي يمتنع الصائم فيه عن المفطرات المعروفة من قبل بزوغ الفجر إلي غروب الشمس‏,‏ وكنه في فترة صيامه هذه يطلق لنفسه العنان في الغيبة أو النميمة أو قذف الناس أو سبهم أو التطاول عليهم إلي غير ذلك من المعاصي الأخري‏,‏ ويظن مع ذلك أنه مادام قد امتنع عن المفطرات المعروفة فلا يضيره بعد ذلك شيء في صيامه‏.‏ وهذا النوع من الصيام يسقط عن صاحبه العقاب يوم القيامة عن ترك الصيام‏

لأنه قد صام فعلا عندما امتنع عن المفطرات المعروفة‏,‏ لكنه لايجد لهذا الصوم أي جزاء أو أجر من الله سبحانه وتعالي‏,‏ لأنه صيام شكلي لاروح فيه ولاخشوع‏,‏ ولذلك قال صلي الله عليه وسلم‏‏ من لم يدع قول الزور والعمل به فلبس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه‏,‏ وهذا النوع من الصيام يقع فيه كثير من الناس ولذلك أطلق عليه صوم العوام‏.‏

‏2‏ ـ صوم الخواص‏:‏ وأما صوم الخواص فهو الصوم الذي يمتنع فيه الصائم عن المفطرات في مدة الصوم‏,‏ وكذلك يمسك عن المعاصي كالغيبة أو النميمة أو السب أو القذف أو أي معصية أخري‏,‏ وهذا هو صيام الخواص‏,‏ وينطبق عليه الحديث الشريف‏:‏ من صيام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه‏,‏ وكذلك الحديث الآخر المشهور‏:‏ لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من يرح المسك‏‏ والحديث القدسي المشهور‏:‏ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به‏.‏

‏3‏ ــ وأما النوع الثالث من الصيام فهو صيام خواص الخواص‏,‏ وهم الأنبياء والمرسلون‏,‏ وهذا الصوم يقوم علي الامتناع عن المفطرات كلها‏,‏ فضلا عن البعد عن المعاصي لأنه صيام الأنبياء‏,‏ ويضاف إلي ذلك أيضا البعد عن التفكير في غير الله سبحانه وتعالي في أثناء هذا الصيام‏.‏

وبذلك يستطيع كل مسلم أن يحدد موقعه في صيامه من هذه الدرجات الثلاث‏,‏ ثم ليتوقع بعد ذلك كيف يكون جزاؤه علي هذا الصيام في الآخرة عند الله تعالي‏.‏