لامية العجم (الطغرائي)
لامية العجم
الطغرائي
حبُّ الســـــــــــــــــــــــلامةِ يثني هم صاحبهِ
عن المعالي ويغري المرء بالكســـــــــــــــــل
ِ
فإن جــــنــــحــــتَ إليه فـــاتـــخـــذ نــفــقـــاً
في الأرض أو ســــلماً في الجـــــــــوِّ فاعتزل
ِ
ودع غمار العُــــــلا للمقــــــــــــــــدمين عـلى
ركــــــــــوبــــهــا واقـــتــنــعْ مــنــهـــن بالبلل
ِ
إن العـــــــــلا حــــــدثتني وهي صــــــــــادقةٌ
فيما تُحـــــــــــــــــــــــــدثُ أن العز في النقل
ِ
لو أن في شـــــــــــــــــرف المأوى بلوغَ منىً
لم تبرح الشـــمـــسُ يومــــاً دارة الحــمــــــل
ِ
أعــــــللُ النــفــس بالآمــــال أرقــــــــــــــبــها
ما أضــــــــيق العــيــش لولا فُســـحــة الأمل
لم أرتضِ العـــيـــشَ والأيــــام مــقــبــلـــــــــةٌ
فكيف أرضــــــــــــــــــى وقد ولت على عجل
ِ
غالى بنفســــــــــــــــــــــــي عِرْفاني بقيمتها
فصــــــــــــــــــــــنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ
وعادة الســـــــــــــــــــــيف أن يزهى بجوهرهِ
وليس يعــــمــــلُ إلا فــــي يديْ بـــطــــــــــل
ِ
ِ
غاض الوفــــــــــاءُ وفاض الغـــــــــدر وانفرجت
مســــــــــــــــــــافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ
وشـــــــــــــــــــــان صدقكَ عند الناس كذبهم
وهلْ يُطـــــــــابق مِعْــــــــــــــــــــــوجٌ بمعتدلِ
إن كان ينجـــــــــــــــــع شــــــيءٌ في ثباتهمُ
على العهود فســــبق الســـــــــــــيف للعذل
ِ
يا وراداً سُــــــــــــــــــــــــــــؤر عيش كلُّه كدرٌ
أنفـــقــــت صــــفـــوك في أيامـــــــــــك الأول
فيم اقتحــــامك لجَّ البحـــــــــــــــــــــــر تركبهُ
وأنت تكـــــفــــــيك مــــنـــهُ مــــصـة الوشـل
ِ
مُلكُ القـــنـــاعــــةِ لا يُخــــشـــــــى عليه ولا
يُحتاجُ فيه إلى الأنصــــــــــــــــــــــــار والخَولِ
ترجــــــــــــــــــــــــــــــو البقـاء بدارٍ لاثبات بها
فهل ســـــــمعــــت بـــظـــلٍ غـــير منتـقــــل
ِ
ويا خبيراً على الإســـــــــــــــــــــــــرار مطلعاً
اصــــــمـتْ ففي الصــمــــت منجاةٌ من الزلل
قد رشـــــحــــــوك لأمــــــــرٍ إن فطـٍــــــنتَ له
فاربأ بنفســــــــــــــــــــك أن ترعى مع الهملِ
--------------