أخلاق الكريم (المثقب العابدي)
أخلاق الكريم
(للمثقب العابدي)
لا تَــــقــــــــُولــــــــن إذا مــــا لــم تُــــــرِدْ
أن تُـــــتِــــــمَّ الــــــــوعـد في شيءٍ نَعَمْ
حَــــســَنٌ قَـــوْلُ نَعَــــــمْ مِـــــــنْ بَعْــــدِ لا
وقـــــــَبِـــيحٌ قـــــــــــــولُ لا بــــــعد نعمْ
إن لا بَعْـــدَ نَعَــــــــــمْ فــــــــــــاحِـــشــــَةٌ
فبـِ ـــــــلا فـــابْـــــــدأ إذا خِــفـــتَ الندمْ
فــــإذا قـــــــلـــــت نـــعـــم فاصـــبر لها
بنـــــجــاح القـــــول ، إن الخُــــلْــــــفَ ذَمّْ
واعــــلـــم أن الذَّمَّ نَــــــقْــــصٌ للفـــــــتى
ومــــــن لا يـــتـــقِ الـــذم يُـــــــــــــــــــذَمّْ
أكـــــــــــــرمْ الجـــارَ وأرعى حَـــــــقـــــــهُ
إن عـــــــــــــرفـــــان الفتى الحقَّ كَــــرمْ
أنا بــــــيتي من مَـــعَـــــــدٍّ فــــي الذرى
ولي الهــــامةُ والفـــــــــــرْعُ الأَشَــــــــــمْ
لا تَراني راتعاً فـــــــي مــــجــــلـــــــــــسٍ
فــي لحــــوم الـنـــــاس كالسبْع الضَّرِمْ
إن شــــــــر الناس من يــبــــســــــمُ لي
حــين يلـــقــــــــاني وإن غـــــبت شَـــتَمْ
وَكـــلامٍ سَـــيِّيءٍ قَـــــــــــــدْ وُقِـــــــــــرَت
أُذُني عــــــــــــنــــه وما بي من صَــــمَــــمْ
فتعــــــــــــزيت خَـــــــشَــــاة أن يـــــــرى
جـــــــاهِـــلٌ أني كــــــمـــــا كــــان زعــمْ
ولبَــــعْـــــــــــضُ الصـــفــحِ والإعراض عَنْ
ذي الخـــــنا أبــــــقى وإن كـــان ظَـــــلَمْ
إنــــــمــــا جــــــــــاد بِـــــشَــــــــأْسٍ خـالدٌ
بعـــــــد ما حـــاقـت به إحـــــــــدى الظُّلَمْ
مـــن مــنايا يَتَـــــخَـــــــــاسَـــــــــــيْنَ به
يبتدرن الشــــخـــص مــــــن لحــــــم ودم
مُــــتــــْرَعُ الجَــــفْــــنَةِ رِبعـــــــيُّ النَّدى
حَــــــــسَــــــــــنٌ مـــــــــجْــــلِــسهُ غَيرُ لطمْ
يــجـــعـــــل الهَــــــنْءَ عــطــــايا جـــمـــةً
إن بعـــــض الـمـــال فــــي العِــرْضِ أمَــمْ
لا يـــــبــالي طــــيـبُ النـــفــــــسِ بــــــهِ
تَـــلَــــــــــفَ الــمــــالِ إذ الـــعِــــرضُ سَلِمْ
-----------------