الخلُق الكريم (لحافظ إبراهيم)
الخلُق الكريم
حافظ إبراهيم
كـم ذا يـكابد عـاشق ويُـلاقي
فـي حُـب مـصر كثيرة العشاقِ
إنـي لأحـملُ فـي هواكِ صبابة
يـا مصر ، قد خَرَجَتْ عن الأطواقِ
لـهفي عـليكِ ، متى أراكِ طليقة
يـحمي كـريمَ حِماكِ شَعْبٌ راقِ
ِ
كـلِفٌ بـمحمود الـخِلال مـتيمُ
بـالبذلِ بـين يـديك والإنـفاقِ
إنـي لـتُطربني الـخلالُ كريمةً
طَـربَ الـغريب بـأوبةٍ وتلاقِ
ويـهزَّني ذكـر المروءة والندى
بـين الـشمائل هـزةَ الـمشتاقِ
مـا الـبابلية فـي صفاءِ مزاجها
والـشربُ بـين تـنافس وسباق
والشمس تبدو في الكؤوس وتختفي
والـبدرُ يـشرقُ من جبين الساقي
بـألذ مـن خـلقٍ كـريم طاهر
قــد اصـطفاك مـقسم الأرزاقِ
فـالناسُ هـذا حـظهُ مالٌ ، وذا
عِـلْمٌ ، وذاك مـكارم الأخـلاقِ
والـمال إن لـم تَـدّخرهُ محصَّناً
بـالـعلم كـان نـهاية الإمـلاقِ
والـعلمُ إن لـم تـكتنفهُ شـمائلٌ
تُـعـليهِ كـان مـطيّة الإخـفاق
لا تـحسبنّ الـعلمَ يـنفعُ وَحـدهُ
مــا لـم يُـتوجْ ربُّـه بـخَلَاقِ
مـن لـي بـتربيةِ الـنساء فإنها
فـي الـشرق عـلّةُ ذلك الإخفاق
ِ
و الأم مــدرسـة ، إذ أعْـددتـها
أعـددت شـعباً طـيّب الأعراقِ
الأم روضٌ إن تـعـهدهُ الـحـيا
بـالـرّي ،أورقَ أيـمـا إيـراقِ
=======================