عشاق الله

لست أغضب (للشريف الرضي)

  لست أغضب

الشريف الرضي


لـغير الـعُلى مـني القِلى والتجنُّبُ
ولولا العلى ما كنت في الحب أرغبُ

إذا اللهُ لـم يـعذرك فـيما تـرومه
فـما الـناسُ إلا عـاذلٌ ومـؤدِّبُ
ُ
مـلكت بـحلمي فرصة ما استرقها
مـن الـدهر مفتول الذراعين أغلبُ

لـئن تـكُ كـفي مـا تطاوَلَ باعُها
فـلي مـن وراء الكف قلبٌ مُدرّب

فـحسبي أنـي لي في الأعادي مبغض
وأنـي إلـى عـزّ الـمعالي محبَّبُ

ولـلحِلم أوقـات ولـلجهل مـثلها
ولـكن أوقـاتي إلـى الـحِلم أقرب

يـصولُ عـليّ الـجاهلونَ وأعتلي
ويُـعْجِم فـيّ الـقائلون وأُعـرِبُ

يـرون احـتمالي غـصة ويزيدهم
لـواعجَ ضـغن أنني لستُ أغضب
ُ
وأعـرض عـن كـأس النديم كأنها
ومـيض غـمام غـائر المزن خُلَّبُ

ولا أعـرفُ الـفحشاء إلا بوصفها
ولا أنـطق العوراء والقلب مُغْضَب

و تـحلم عـن كـرّ القوارض شيمتي
كـأن مـعيد الـمدح بـالذم مطنب

لـساني حـصاةٌ يقرع الجهل بالحجا
اذا نـال مـني الـعَاضِهُ الـمتوثِّبُ

ولـست بِـراضٍ أن تَمَسّ عزائمي
فـضالاتُ ما يعطي الزمان ويسلب

عـرائـبُ آداب حـباني بـحفظها
زمـاني وصرف الدهر نعم المؤدب

تَـعَلَّمْ فـإن الـجود في الناس فطنة
تـقوم بـها الأحرار والطبع أغلب
=================================