عشاق الله

حنين الروح لشهاب الدين السهروردي

 

حنين الروح

شهاب الدين السهروردي المقتول

 

أبدا تحنّ إليكم الأرواح

ووصالكم ريحانها والراحُ

 

وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم

وإلى لذيذ لقائكم ترتاح

 

وارحمة للعاشقين تكلفوا

ستر المحبة والهوى فضاح

 

بالسر إن باحوا تباح دماؤهم

وكذا دماء البائحين تباح

 

وإذا همُ كتموا تحدث عنهمُ

عند الوشاة المَدمع السفاح

 

وبدت شواهد للسقام عليهمُ

فيها لمشكل أمرهم إيضاح

 

خفَضَ الجناح لكم وليس عليكمُ

للصب في خفض الجَناح جُناح

 

فإلى لقاكم نفسه مرتاحة

وإلى رضاكم طرفه طمّاح

 

عودوا بنور الوصل من غسق الجفا

فالهجر ليل والوصال صباح

 

وتمتعوا فالوقت طاب لقربكم

راق الشراب ورقّت الاقداح

 

صفّاهمُ فصفو له فقلوبهم

في نورها المشكاة والمصباح

 

يا صاح ليس على المحبّ ملامة

إن لاح في أفق الوصال صباح

 

لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى

كتمانهم فنمى الغرام فباحوا

 

سمحوا بأنفسهم وما بخلوا بها

لما دروا أن السماح رباح

 

ودعاهمُ داعي الحقائق دعوة

فغدوا بها مستأنسين وراحوا

 

ركبوا على سنن الوفا ودموعهم

بحرٌ وحادي شوقهم ملاّحُ

 

والله ما طلبوا الوقوف ببابه

حتى دُعوا وأتاهم المفتاح

 

لا يطربون لغير ذكر حبيبهم

أبدا فكل زمانهم أفراح

 

حضروا فغابوا عن شهود ذواتهم

وتهتّكوا لما رأوه وصاحوا

 

أفناهمُ عنهم وقد كشفت لهم

حُجُب البقا وتلاشت الأرواح

 

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم

إن التشبه بالكرام فلاح