مولد الرفق
مولد الرفق
الشاعر الكبير أحمد شوقي
ظن فرعون أن موسى له وا *** ف وعند الكرام يرجى الوفاء
لم يكن في حسابه يوم ربى *** أن سيأتي ضد الجزاء الجزاء
فرأى الله أن يعق وللـ *** ـه تفي لا لغيره الأنبياء
مصر موسى عند انتماء وموسى *** مصر إن كان نسبة وانتماء
فبه فخرها المؤيد مهما *** هز بالسيد الكليم اللواء
إن تكن قد جفته في ساعة الشك *** فحظ الكبير منها الجفاء
خلة للبلاد يشقى بها النا *** س وتشقى الديار والأبناء
فكبير ألا يصان كبير *** وعظيم أن ينبذ العظماء
ولد الرفق يوم مولد عيسى *** والمروءات والهدى والحياء
وازدهى الكون بالوليد وضاءت *** بسناه من الثرى الأرجاء
وسرت آية المسيح كما يسـ *** ـري من الفجر في الوجود الضياء
تملأ الأرض والعوالم نورا *** فالثرى مائج بها وضاء
لا وعيد لا صولة لا انتقام *** لا حسام لا غزوة لا دماء
ملك جاور التراب فلما *** مل نابت عن التراب السماء
وأطاعته في الإله شيوخ *** خشع خضع له ضعفاء
أذعن الناس والملوك إلى ما *** رسموا والعقول والعقلاء
فلهم وقفة على كل أرض *** وعلى كل شاطئ إرساء
دخلوا ثيبة فأحسن لقيا *** هم رجال بثيبة حكماء
فهموا السر حين ذاقوا وسهل *** أن ينال الحقائق الفهماء
فإذا الهيكل المقدس دير *** وإذا الدير رونق وبهاء
181
وإذا ثيبة لعيسى ومنفيـ *** ـس ونيل الثراء والبطحاء
182
إنما الأرض والفضاء لربي *** وملوك الحقيقة الأنبياء
183
لهم الحب خالصا من رعايا *** هم وكل الهوى لهم والولاء