عشاق الله

لابد أن يأتي الرحمن بالفرَج

لابد أن يأتي الرحمن بالفرَج


ابن الوردي


صبراً لصرفِ زمانٍ قاطـعِ الحجـجِ
لَمْ يَدرِ مَا صحةُ الممشى من العـرجِ


يَرعَى اللِّئـامَ ويَغتـالُ الكِـرامَ ولا
يَخشَى المَلامَ بِقلبٍ غَيـرِ مُختلِـجِ


صَبراً عَلى صَرفِهِ صَبـراً فَرِحلتُنَـا
قَريبةٌ عَنهُ فَلْيَحْتَـلْ عَلـى المهـجِ


مَا بالُهُ لا يَرَى قَدْرَاً لِـذي شيـمٍ
سَمحِ اليَدينِ ويُعلي القدرَ مِنْ سَمِجِ


فَيا ذَوِي الفَضلِ رفقاً إنَّ دَهرَكُـم
لَمْ يَدرِ ما الفضةُ البيضا منَ السبـجِ


لا تعجبوا لارتفاعِ الجاهليـنَ بـهِ
وخفضِكُمْ بالرضى منكم أو اللججِ


فهذهِ كفـةُ الميـزانِ إذْ حكمـتْ
تقابلُ الذهـبَ الإبريـزَ بالصنـجِ


جربْتُ أهلَ زمانِي واختبرْتُ فلـمْ
أجدْ كريماً ولا عوناً علـى الحـرجِ


ولا محبـاً لـذي فضـلٍ ولا ثقـةٍ
ولا أميناً ولا عـدلاً عـنِ العـوجِ


ولا مصيخاً إلى مـدْحٍ إذا مُدحـوا
ولا كريماً يخافُ الهجوَ حيثُ هُجـي


منْ أجلِ ذلكَ قدْ جانبْتُ أكثرَهُـمُ
وقلتُ يا أزمةُ اشتـدي لتنفرجـي


فإنَّهمْ عنْ سبيل الصدقِ قد عَرَجـوا
فاعذرْ فليسَ على العرجانِ مِنْ حرجِ


زيادةُ الفضلِ عينُ النقصِ عندهُـم
وكثرةُ المالِ فيهـمْ أرفـعُ الـدرجِ


فصافِ أعدلَهُمْ قـولاً وأصدقَهُـمْ
فِي الودِّ وافتحْ لهُ بابَ الهَوى يلـجِ


ما شاقَنِي فِي زمانِي قـربُ غائبـةٍ
رَنَّتْ ولا راقنِـي ذو منظـرٍ بَهـجِ


ولا سبانـي سنـا هَيفـاءَ مقبلـةٍ
عجزاءَ مدبـرةٍ بالجعـدِ والدعـجِ


وليسَ ذاك لجهلـي بالجمـالِ إذنْ
لكنَّنِي من بحـارِ الـهمِّ فِي لُجـجِ


يا نفسُ صبراً فعقبِى الصبرِ صالحـةٌ
لا بدَّ أن يأتِـيَ الرحـمنُ بالفـرجِ