عشاق الله

لا يدوم سرور - أبو الطيب المتنبي

لا يدوم سرور

أبو الطيب المتنبي


بِــمَ الـتـعـــلـلُ .... ؟! لا أهـــل ولا وطنُ
ولا نــديــــمٌ ، ولا كــأسٌ ، ولا ســكـنُ

أريـــدُ مــن زمــنــي ذا أن يـبــلغـني
مـــا لــيــس يَـبْلُغُــه من نفسه الزمنُ

لا تــلــقَ دهــرك إلا غـــيــر مـــكـترثٍ
مادام يـصـحـب فــيـه رٌوحَــك البـــدنٌ

فــمـــا يُــديــم سُــــرورٌ ما سُرِرتَ به
ولا يـــرد عــلــيــك الفــائــت الحَــــزَنُ

مــمــا أضـــر بــأهـل العـشـق أنهمُ
هــووا ومـا عـــرفوا الدنيا ولا فَطَنُوا

تــفــنـى عُـيُنُهُـمُ دمـعاً ، وأنفسهم
في إثـــرِ كُــــلِّ قَــبِـيـحٍ وجــهُهُ حَسَنُ

تــحــمـلوا .... حَـمَــلَــتْـكُمْ كُلُّ ناجيةٍ
فــكــلُّ بَــيْـنٍ عـليَّ اليومَ مـــؤتمــــنُ

ما فـي هــوادجــكـم مِن مُهجتي عِوَضٌ
إن مــتُ شــوقــاً ، ولا فــيـها لهـا ثمنُ

يــا مـن نُــعِــيـتُ عـلى بُـعْدٍ بمجلسهِ
كُــلٌّ بمـا زعــم النــاعــون مُـــرتَـهَنُ

كم قـد قُتِلْتُ ، وكم قد مِتُ عِنْدَكُمُ
ثم انــتـفـضـت فـزال القبرُ والكفنُ

-------------------