حكاية العم عبد العزيز
حكاية العم عبد العزيزعندي صديقة قريبة أطفالها يعيشون متاعب جمة. جميعهم في سنوات عشرينياتهم الأولى. أصغرهم فتاة تعاني من مشكلة كبيرة في الظهر تطلبت إجراء عملية، والمسكينة الآن تسير متوكئة على عصا وتشعر بآلام مستمرة. إنها تعاني أيضا من التهاب دماغي"ME" مما يجعلها خائرة القوى على الدوام. الطفل الثاني يعاني الضغط والإجهاد. أما الثالث فيعاني من مشاكل سلوكية، وكان في طريقه ليصير شابا لطيفا عندما توفي منذ شهرين. وكأن كل هذه المتاعب لا تكفي، إذ قبل أسابيع قليلة تم تشخيص سرطان غير قابل للشفاء لدى زوجها، مما يعني أن لديه 5 سنوات للعيش كحد أقصى.
قد يكون من السهل القول عند مشاهدة هذه الحالة "هذه هي إرادة الله" ولكن هذا لا يعني الكثير كمحاولة لمعالجة ألم هذه الأسرة. إذ لماذا جعل الله هذه الأسرة تعاني بهذه الطريقة؟ فهي عائلة تخاف الله كثيرا. هذا يذكرني بقصة أيوب، إلا أن قصتهم أكثر تأثيرا لأنني أعرفهم وأحب كل واحد منهم شخصيا. فهي ليست قصة حدثت منذ آلاف السنين، ومكتوبة بحبر جاف في كتاب.
تحدث أحد أوائل أتباع المسيح عن كون الخليقة كلها تئن تحت وطأة الحياة، منتظرة بشوق نهاية الزمان. لأنه سيأتي وقت يطوي الله فيه هذا العالم بكل آلامه ومتاعبه ويمنحنا حياة جماعية جديدة في ظله. وهناك سنرى مجده ونعبده بطريقة لا قبل لنا بها اليوم.
هذا الموسم هو الموسم الأخير من السنة، لذلك علينا أن نتذكر المجيء الأخير للمسيح مكللا بالمجد. إنه وقت نتوق فيه إليه ونتطلع بشغف إلى قدومه. هذا ليس بسبب أية مكافأة سننالها، أو أية جنة سندخلها، بل بسبب شملنا الذي سيجتمع بين يدي حيث سنعيش في مجتمع سلام مع الله الذي خلقنا ومع المؤمنين الذين يتوقون، مثلنا، لحياة سلام معه. فلنحتفل إذن بمحيء المسيح مكللا بالمجد.