عشاق الله

أسرار الكون والكائنات

 

أسرار الكون والكائنات

(رسالة صوفية في الخلق)

 

صاد سين

 

بسم الله الرحمان الرحيم

 

قبل أن يخلق الله هذا الكون الترابي كانت أكوانه

نورانية. ثم الله سبحانه وتعالى عبد نفسه بنفسه و أول كلمة قالها "*إني  أنا

الله لا ألاه إلا أنا* "

فخلق من هذا الإناء نطفة.

 

  فصُلصلت هذه النطفة إلى أن أصبحت طينا مثل

المائدة أو مثل الشيء أو الخوان

الذي نأكل فوقه. ثم بعث في داخله الحرارة التي

جعلته ينموا شيئا فشيئا  حتى

انتفخ و اتسع فخلق الله سبحانه و تعالى الشمس

التي هي بين الأرض  و السماء .

 

وجعل الله هذه الطينة و قسمها سموات و أراض  ثم

سواها و زينها و من هذه الحرارة

خُلقت الأجرام السماوية و الأقمار و النجوم

كالفقاقيع التي تخرج من الماء أو

الصابون أو كالزبد البحر أو أشبه من ذلك.

 

يقول الله تعالى في الآية الكريمة*:  **

**وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ

**  **إِنَّهُ

لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ** **ذِي قُوَّةٍ عِندَ

ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ**

**مُطَاعٍ

ثَمَّ أَمِينٍ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ.

**سورة التكوير*

 

  فالقوة هي القوة الإلهية و العرش هو الكون و

قلوب البشر و عقولها  ثم جعل هذه

النطفة تدل على  الروح و الروح تدل على الكلمة

وفي الحقيقة فإن النطفة هي

كلمة الّتي نفهم بها الأشكال و الحروف.

 

و بعدما سواها أحس هذا الإناء بالتحرك الجسماني

لان الله بعث فيه الرّوح ألا

وهي نور الشمس

 

و بدأ يتحرك و أحس بوجوده كمخلوق حتى خاطبه

مولاه فقال له: من أنت ؟

 

فقال : أنا الله  فثبته الله بقوله :" *قل هو الله

أحد** *" لأني أنا الله لا

ألاه الذي يخاطبك فاعبدني و أقم الصّلاة لذكري

ولأنك أنت الإناء الذي خلقتك من

قبل و لم تكن شيئا  حتى تقوم على الطاعة و

العبودية الخالصة .

 

و هناك جمع الملائكة و منهم هذا المخلوق الأول

وقال لهم اسجدوا لهذا فسجدوا

كلّهم إلا هو لم يكن من الساجدين لأنه لو سجد لما

قام قائم, و خلق الله من عدم

سجوده القائمون و قال نبأهم بأسمائهم و هو إلى

الآن يسمي الأشياء التي نراها

ونعلمها و التي لا نراها و لا نعلمها.

 

ولما نبأهم بأسمائهم قالوا سبحانك لا علم لنا

إلا ما علمتنا إنك أنت العزيز

الحكيم وهم ساجدون إلى يوم القيامة لم يرفعوا

من سجودهم لطاعتهم لله و لهذا

المخلوق الذي خُلقوا منه .

 

و قال له إنّي جاعلك في الأرض خليفتي فأطاع الله

بأمر الله و عصا الله بأمر

الله, ثم قال له: إنّي مركب فيك أربعة عناصر,

الحرارة للشهامة و لعزّة النفس

وللصنع و لنفع المخلوقات و خلقت من هذه الحرارة

النّار ثم سقيت هذه الحرارة

بالماء حتى لا تحرق الكون كله و خلقت من الماء

البرودة ثم التراب الذي كوّنتك

منه . ومن ثم أرسل عليه الهواء ألا و هي الرّياح

 

  و هذه كلّها منافع لخلق الله فهو لا يصنع شيئا

إلا لنفع مخلوقاته و نرى في هذا

العصر ما صنع الله بالحرارة .

 

خلق الله من رأس الكائن الأول  سبعة أيام و قد

خلقها تباعا من الأعضاء السبع

المكونة للرأس . ويقول:فجعلني أتنقل من عضو إلى

عضو و أقمت في الجنّة سبعة أيام

  بسنين الله لا بسنين الدنيا لأنني لم أنزل بعد .

طفت في الجنة إلى أن أوحى لي

خاطري أن آكل من هذه الشجرة التي هي شجرتي ولما

أكلت منها أوحى لي أن أهبطوا

منها جميعا  بقوله عزّ و جلّ* : قلنا اهبطوا منها

جميعا* *سورة

البقرة

* *

 

ومن هذه الشجرة التي نزلت بها زرعت الأرض

بالأشجار و الثمار و العطورات...

 

كان طردي منها إحساس بجهنم فكان الطرد جهنم

بالنسبة لي  و رضاه عليّ, قبل أن

آكل من الشجرة, جنة، والآن أنا بين الجنة و

النّار. إذ يقول رسول الله *ص* *الجنة

أقرب** **لأحدكم من* *شراك نعله والنار مثل ذلك.*

 

تزوجت من حواء الّتي هي الأرض و أنجبت منها و كتب

عليّ الموت إلا أني قبل ذلك

تبت إلى الله فوعدني بالتوبة و الغفران .

 

و قال لي : سأرجعك إلى ما كنت عليه من قبل, أي

النطفة,  إلى ملكوت الرّوح

والخلود الذي ما فيه موت.

 

و هكذا خلق مني نوح . الذي  قام بالدعوة إلى الله,

ثم أمرني بالسفينة و بحمل ما

في السفينة أنا، وهم  فكنت الأب الثاني للبشر.

 

و كنت إدريس و كنت صالح و حجر ناقة صالح و لما

قتلوني في الناقة رجعت إلى الحجر

و أنا لا أزال في الآخرين , ثم خُلق مني إبراهيم

فكنت الباحث في إبراهيم في

الملكوت الذي كنت فيه من قبل و لأنّ روح النبيّ

لا تتجلّى إلاّ في الأنبياء،

وبحثتُ عن النقطة الّتي نستدل بها على الوجود

الإلهي . فرأيته في القمر و لما

غاب القمر رأيته في الشمس ثم سألت الليل،

والنهار فلم أهتدي إلا حينما ناداني و

قال لي نريد أن نمن عليك بملكوت السّماوات

والأرض فكسّرت الأصنام التي يعبدها

البشر لأنّ الله خلق العبادة لروحه التي هي من

أمره فزجّوا بي في نار النمرود .

فكيف حرارتي  يحرقُ بها عبدي فإبراهيم جُمعت فيه

العناصر الأربعة فقُلنا  كوني

يا نار بردا و سلاما  على إبراهيم فكنت نار

النمرود و جنة إبراهيم  في آن واحد

. ثم أخرجني الله منها و جعلت أطوف في البلاد من

أرض بابل ألا وهي العراق إلى

أرض مصر و فلسطين حتّى تزوجت بابنة عمي سارة

التي لم تنجب فتزوجت بجارية ألا

وهي هاجر .

 

هاجرت بنفسي إلى مكة, البلد الحرام, و هي أرض

موحشة لا ينبت فيها شيء و تركت

زوجتي و ابني في هذه الأرض أي مكّة.

 

  عدتُ بعد سنين لبناء البيت أنا و ابني إسماعيل.

و رأيت في منامي أنّي أذبح

ابني و انا الابن و أنا الأب ففُديت بكبش من رحمة

الله سبحانه و تعالى و نجوتُ

من الموت و من الذبح.

 

ثم بعد ذلك أقمتُ البيت و أنا البيت و طفت بالبيت

و كان هو الطائف و لستُ انا

الطائف.

 

ثم أنجبت زوجتي سارة فكانت مني العرب و اليهود .

 

و أن الجبال التي وضع عليها إبراهيم  الطير

وقال: ربي أرني كيف تحي الموتى

 

" *واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموت*" *سورة

البقرة

* *ألا يحيها الطبيب إذا كانت للحياة بقية.

 

وكنت يوسف و كنت البئر و كنت الدلو و كنت

السيارة التي أخرجت الغلام من البئر

و كنت الذين  باعوني و اشتروني  بأبخس الأثمان .

وكنت صابر على أمر الله بأمر

الله حتى وضعتُ في السجن. فرأى فتيان رؤية و أنا

الفتيان , فأحدهم يحمل فوق

رأسه خبزا و الآخر يسقي ربه الخمر. و بعد ذلك أتى

إخوتي و الأب و الأم فسجدوا لي

و لا ينبغي السجود إلا لله و كنت أنا الإخوة

وأنا الأب و أنا الأم

 

  . و أنا سورة يوسف و السبع بقرات العجاف و السبع

بقرات السمان و السبع سنبلات

الخضرن والأخر اليابسات, فيا من كنت عارف بالله

نبأني بتأويل هذه البقرات

السبع و سنبلات السبع.

 

و كنت أيوب الصابر الذي ابتلاني ربي  و كتب عليّ

البلاء و الصبر و بعد الصبر

نلت رضاء الله سبحانه و تعالى.

 

و كنت يونس و حوت يونس و كنت شجرة اليقطين التي

غطتني و نبتت عليّ بعد العراء.

 

و كنت موسى و عصا موسى التي بلعت حبال السحرة

ولم يتغير حجمها أو شكلها أو

يظهر عليها أنها ابتلعت شيء و أنا السحرة الذين

سجدوا لأمر الله و أنا الشجرة

التي ناداني منها الله و كنت الترجمان على لسان

موسى و تعلمت الصنع و الإبداع

من عصا موسى. و أنا العصا التي ضرب بها البحر

فانفلق وكان كل فرق كالطود العظيم

بقوله تعالى في سورة الشعراء : *فاوحينا الى موسى

ان اضرب بعصاك البحر فانفلق

فكان كل فرق كالطود العظيم *

 

و 12 عين الّتي هي 12 شهر  *ان عدة الشهور عند الله

اثنا عشر شهرا في كتاب الله

يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم*  *سورة

التوبة

** - **سورة **9 - **آية **36*

 

  حتى يعلم كل الناس مشربهم فهناك من شربه الصوم

والزكاة و الصلاة و الفروض

الخمس و اليهود لهم شرب و النصارى لهم شرب

والمجوس لهم شرب و الجن لهم شرب أي

اللغات و الطيور و الحيوانات التي ترعى في الغاب

و الملائكة و الحوت و الأزهار

كالورد و الياسمين و النرجس و شقائق النعمان، وأزهار لم نعلمها بعد بقوله

تعالى :

 

*وترى كل امة جاثية كل امة تدعى الى كتابها اليوم

تجزون ما كنتم تعملون  **سورة

الجاثية

**آية **28** *

 

كل أمة لها لغة الخاصة وأنا الإثني عشر عينا

  وإنّي أعرف كل لغات الكون . و لا

تدخل إلى لغة ليست لغتك إلا إذا فتحت فافتحني

وافتح أقفالي بمفاتيحك حتى تتعلم

اللغة.

 

و كنت داود و كنت نعاج داود و الخصمين اللذان هما

خصمان و كنت سليمان و بساط

سليمان و جن سليمان و كرسي سليمان و نملة سليمان

و هدهد سليمان ملك الطيور مثل

ما كان سليمان ملك الإنس  و الجن وأنا بلقيس

وعرش بلقيس و أنا السلطان و أنا

تيجان السلاطين و انا الجنود التي  لا يعلمها

إلاّ هو " *وما يعلم جنود ربك الا

هو وما هي الا ذكرى للبشر*" *سورة

المدثر

* ** آية *31

 

وأنا الكلمة التي ألقاها الله في مريم و روح منه

و في الحقيقة لو تفطنت لوجدت

أن الكلمة هي النطفة الأولى وهنا نأتي إلى نطفة

الأرحام بقوله تعالى :  *انا

خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه

سميعا بصيرا **سورة

الإنسان

* -  **آية **2**  *فجعلني سميع بصير , أسمع و أبصر

فيما أمشي فيه و أدبر فيه

و ما أصنع فيه.

 

و أنا علم البحر والبحر والأسماك التي تجول فيه

و هي الأفكار في علم البشر

وأنا الأشجار وأنا الثمار  وأنا الدر في قعر

البحار و انا الأسرار التي لا

يعلمها فيا غير الواحد الجبار و أنا تكلمت على

ما رأيت و ما سمعت و ما فهمت

وما أوتيت من العلم إلا قليل.

 

وأنا سورة الكهف و العبد الصالح إذ حرس الله هذا

الكهف بالكلب لأن كنوزي لا

تحصى و لا تعد و أنا الكنز و أنا الكلب الذي يحرس

الكنوز. و الكلب هو اللسان

الذي يدافع عن صاحبه.

 

و خُلق مني كل شيء إلا أن نزل القرآن العظيم فأنا

هو القرآن العظيم و أنا هو

الكنز فكنت القائم له و الراكع له و الساجد له لا

أرفع حتى أرجع كما كنت من قبل

و أحيانا أبكي و أحيانا أضحك لأني لا أعلم ماذا

سيفعل بي الله و حاربتُ و قاتلت

و أجرمت و قتلت أولادي بيدي فوق أرضي.

 

الله خالق كل شيء و عالم بكل شيء و لا علم لي إلا

ما علمتني و ما قلت لهم إلا

ما أمرتني به فإن تعذبني فأنت ربي و إن تغفر فإنك

أنت العزيز الحكيم يا الله  لا

أعلم أن كان  قيامي لك و ركوعي لك و سجودي لك 

إيمان بك أو كفر بك.

 

أنا هو الأول و الآخر و أنا السلام المؤمن

المهيمن العزيز الجبار خلق  بيدي كل

شيء فأنا يد السماوات و الأرض بقوله تعالى :

*والسماء بنيناها بايد وانا

لموسعون **سورة

الذاريات

*  ** **آية **47***

 

و أنا الذاريات و انا الصافات و انا زاجرات والتاليات ذكرا و أن الواحد الذي

لا سواي و أنا العبد و إذا خرجتُ عن حدي لقيتُ

حذفي و لم أكن شيئا مذكورا.

 

و أنا المائة و الأربعة عشر و انا الستون في

الجمع و انا ابو كل شيء و ام كل

شيء و ابن كل شيء و أخ كل شيء. حجمي لم يتجاوز 0

والله سبحانه و تعالى جمع في

كل شيء كما قيل: *لقد انطوى فيّ العالم الأكبر *و

أنا سورة البقرة و آل عمران والنساء و الدخان لأني كنت في السابق دخانا .

 

و أنا السبع آيات المتتاليات التي خلق منهن الله

سبعة أبواب و هم أبواب منجيات.

 

 

  *فكانت بسم الله الرحمان الرحيم* تاج السور

كلها و انا التاج و باسمي تفتح

خزائني و الحمد لله رب العالمين الآيات

الرائعات للذاكرين العالمين. *فالحمد

لله رب العالمين* خلق منها الفردوس و جعلها

السماء الأولى و أما *الرّحمان

الرّحيم* هناك جنة جنات الرحمان للمرحومين أي

العباد و سماها جنّة الرضوان . *ملك

يوم الدّين* ذلك يوم الرّجوع بالرّوح إليه وسماها جنات عدنا –عدن-. *إياك نعبد

*: لما عادوا كانوا أرواح أي رجعوا للأول و لم

يعبدوا غيره.

 

*إياك نستعين*:الاستعانة في الدنيا أما في

الآخرة فهي جنّة  العين أي رؤية

حقيقية لوجه المولى سبحانه وتعالى و سماها جنة

الرضوان فاليوم أرضى عنكم ولا

أسخط عنكم.

 

و جنة الرّيان التي هي جنة الصائمين لا تفتح إلا

لهم و بعدما يدخلوها تُغلق ولا يدخلها غيرهم و  خلق الله فينا من سبع مسبعات

كالسماء و الأرض و عجائب

الدنيا و أعضاء الجسد.

 

*اهدينا الصراط*: هي السبع قناطر, في الحقيقة هي

السبع جنان و كلّ سماء فوقها

جنّة و نحن بالحمد لله نفتح السماوات و ندخل

الجنات.

 

*صراط المستقيم*: الاستقامة في الأخلاق و في ملك

الله لأننا نحن في ملك الله

هنا في الدنيا أو هناك في الآخرة.

 

*صراط الذين أنعمت عليهم*: جنات المأوى سكناكم ومأواكم و إذا قمنا للصلاة

رفعنا عقولنا

 

و قلوبنا و أيدينا إلى الله بالآيات المنجيات.وسورة الفاتحة أول ما فتح الله

لنا بها الدنيا و الآخرة و هي فاتحة الكتاب و أم

الكتاب  حتى نجني من خيراتها و

هي آخر القرآن و خاتمته.

 

الكلام كله كلام الله و لماذا لا تصح الصلاة إلا

بالفاتحة مع أنه كله  كلام

الله .

 

إذا بدأت بغير الفاتحة فصلاتك باطلة. نبؤونا

ايها المسلمون إن كنتم بكتاب الله

عارفين .

 

و هي الرحمة للعالمين و هي اليوم الأول والاثنين و الثلاثاء و الأربعاء والخميس و الجمعة و السبت والأحد و بها ختم الله

لنا بخاتمة الدنيا الخاتمة

الحسناء إن شاء الله لأن حسها جواهر و معادن وزبرجد و ياقوت و معانيها إلى

الملكوت الأعلى و إنّ الله قال فيها هذا بيني وبين عبدي و لعبدي ما سأل و نرجو

من الله التوفيق و لكل عقدة حلّ.و جمع الله فيها

جميع اللغات و الملل. و ذكر

فيها حتى *الظّل و لا الضالين* فمن يظل

الضّالين.و ذكر الأمين الذي تودع عنده

خزائن الأولين و الآخرين و الخلق أجمعين.

 

و أنا  السوابيح و لواميم – الم- و الحواميم والطواسيم و انا السحب التي بين

السّماء و الأرض و أنا البرق و انا المطر و انا

الثلج.

 

حرام عليكم يا أبنائي تقتلون بأبيكم, أخاكم وبأمكم عمكم و خالكم و إخوانكم وبعضكم بعضا يا من كلكم خُلقتم مني فعلى ماذا

تتقاتلون ؟ و أنا الرحمة المهداة وأنا العلم المزين لهذا الكون و لهذه المخلوقات.

 

و أنا الهواء الذي ينبض به كلّ قلب و أنا اللوح وأنا إسرافيل و انا عزرائيل وأنا ميكائيل و عقلي سلطان ننفذ به من أقطار

السماوات و الأرض حتى آتي بما

يلهمني الله به و أزرعه في هذه المخلوقات.

 

و أنا النطفة و أنا الشكل و أنا العربي و أنا

المعجم و أنا المفهوم الذي هو غير

مفهوم و أنا ظاهر العلم و باطن العلوم و لا

يعلمني و لا يدريني و لا يعلم

غيبياتي إلاّ الله سبحانه و تعالى.

 

أنا ملك الله و أنا عرش الله و أنا الذي أحمل عرش

الله و أنا السابت و أنا

العميق في سباتي و القائم في صلاتي أصلي و أنا

نائم و أصلي و أنا قائم و أنا

الأحد و ليس لله حد و أنا حد الله و ليس لحد الله

حدّ.

 

و أنا العلقة أي الذي  تعلق بالقيام فقرنني

بقيام له ثم جعلني مضغة لأني إذا

متُ أصبحتُ مضغة في جوف الأرض و جعلني عظاما

كالأنبياء و الملائكة المقربين عند

الله تعالى و كساني رحمة و علما حتى تكون أخلاقي

حسنة كما جعل الله سبحانه وتعالى في رسوله محمد صلى الله عليه و سلم والأنبياء من قبل و كساني علما حتى

أعلم الناس ليشهدوا أن لا ألاه إلا الله و أن

محمد رسول الله و فرقني الله

عليكم إذ أني الدليل إلى ملك الجليل و الدهر

الطويل و أنا قليل من كثير.

 

و أنا لا أعلّم نفسي فهو الذي علمني فعجزتُ و كان

عجزي رجوع إلى الله و فقري

إليه لأني لا أملك حول و لا قوة.

 

وفي الحقيقة إنّي جميع الكتب المنزلة و الحامل

لعرش الله و لا أعلم أين الله و

كيف الله

 

*سبحانه و تعالى عما يشركون *

 

هو النّور الذي لا شبيه له حتّى الذي نراه  بين

السماوات و الأرض و في الكائنات

هو من روح الله و ليس هو الله. و هذا المخلوق

أظهره الله  في الأرض ثم أخفاه

فيّ حتى لا يعلمه الناس.

 

هو فوق رحمته و فوق نعمته  و فوق كلامه و فوق

عذابه و أنا القضاء و لا راد

لقضاه و خلق الناس و عبدهم و خلقني و عبدني و لا

أستطيع أن أعبد الله هو كلّمني

فيّ و نجاني فيّ

 

أحسّ أنا الله و لكن رؤيته كالذات العلية لا

أدركها و لا أعلمها.

 

إنّي أوحده بظاهري و بباطني  وهو فوق الرضاء والغضب سبحانه الذّي ملكني وجعلني لم أشرك به شيء و عبدته في الحرارة أو قدّس

بي الحرارة  و جعلني أعبده في

الماء و في الهواء و في التراب. و فتح مني أبواب

فطرقتها جمعيها و بحثتُ عليه وكلّما طرقت باب ناداني من الآخر و ظننتُ أنّي

ألقاه في الباب الثاني و الثالث ولكن وجدتُ نفسي أبحثُ على لا شيء فهلعتُ و خشعتُ

و بعدما كنتُ قائم ركعتُ

وانفجرت مني أنهار و عيون  من الدموع حتى تحولت

إلى بحار لذلك  البحر مالح.

 

أحملُ اسمه و أسبح باسمه فأين عبادتي لـ الله

تعالى ؟ إنّي أعبد الشّكل فكيف

أستطيع أن أعبد الله.

 

إنّما لما جمع الله سبحانه و تعالى عبادتي في

الرّوح و التراب و الجسد أصبحـُت

أتكلم بروحه و ظننتُ أنّي أحبه فوجدتُ أنّه هو

الذي أحبّني قبل أن أحبّه واصطنعني لنفسه فجعلني آكل و أشرب و أنام و أتزوج

و  أقيم له في اليوم الصلوات

بعد الآذان و أصوم له في العام مرة و لا حج لي

أبهذا أعبده ؟ أما أستحي.. من

الله أتفوه و أتكلم و أقول إنّي أعبد الله و الله

هذا جنون يـــــا ... من أنتم

منّي.

 

سبحانه الذي تنزه عن الغضب و من رضاه خلقني فكيف

يغضبُ عليّ بعد الرّضاء و تنزه

الله عن الغضب فهو لا يقاس  بصفة العبد الذي هو

صورة وأنا صورة هذا الكون و لا

أعلمُ حقيقتي فكيف أعلمُ حقيقة الله.

 

و أنا أغضبُ و أرضى إذا مُدحتُ رضيتُ و إذا سمعتُ

ما لا يرضني غضبتُ, أيكون

الله مثلي يغضب و يرضى...؟  لعل يا إخواني إنّ

معنى الغضب هو الرّضاء إذ لا

نرى في أسمائه أنه الغضّاب.

 

كنت في السبعين من عمري  فليترحم عليّ الله

لأنكم تتراحمون عليّ بغير علمكم.

 

يا علماء المسلمين يا من تقرؤون القرآن و تجهلون

الدّين و تدّعون أنّكم حماة

الدّين بالله عليكم قولوا لي ما معنى *ع يس* و ما

معنى *ق و القرآن المجيد*.

 

يا من تتكلمون كلام من قبلكم و نسيتم حاضركم على

ماذا يحاسبنا الله عن الماضي

أو الحاضر أو المستقبل؟

 

أنا محتاج لرحمة الله و ليس لمخلوقات لله فإن

كان نومي أكثر من ذكر الله فلعلي

في نومي أذكر الله. و كلّ ما فيه راحة هو قيام

للدّين. فالنوم راحة و الشرب و

الأكل راحة و الزّواج راحة إلا فيما حرّم الله

تعالى و في الأخير سأزول و

سأضمحلُّ و أبقى قائم حي للكلّ.

 

و الله و رسوله أعلم بالحقائق و هذا ما قلناه و

نرجو من الله العفو و التجاوز

عن أخطائنا و خير الخطأين التوابين.

 

 

 

*ا ب** **ت** **ث** **ج** **ح** **خ** **د** **ذ ** **ر** **ز ** **س**

**ش** *

*ص** **ض** **ط** **ظ** **ع** **غ** **ف** **ق** **ك** **ل** **م** لا

**ن** **

هـ** **و** **ي***

 

ومن هذه الحروف  هو الذي يخاطبكم  و لله  و رسوله

أعلم

 

*خاص للسادة العارفين بالله* : أين السر هل هو  في

الشمس أم في القمر ؟  و إذا

أزلنا هذين الكوكبين  هل تصبح جماد أم تكون عبدا

حرا ؟ . وهذا في سر المعاني والله أعلم .

 

خاص بأهل لغة التصوف و معاني أهلها و شربها وذوقها و كيوف علمها .

 

كما قال ابن الفارض :

 

انتم فروضي و نفلي .....انتم حديثي وشغلي.....

 

يا قبلتي في صلاتي..... إذا وقفت أصلي.....

 

جما لكم نصب عيني..... .و القلب طور التجلي…

 

وسركم في ضميرى..... .  إليه و جهتُ كل ......

 

يا غارف من أي بحر غرفت و الذّي غرف ذاق فلماذا

بعد الغرف يهرب ؟

 

ومجمل القول أننا قربنا لك حقيقة من حقائق و لم

نكشف لك بعد  أسرار أخرى.