عشاق الله

ليس من سبب علمي يؤكد الاشتباه في نية سيئة وراء انفجار بيروت

مشعل عبد الحي

من الطبيعي أن نصاب بالرعب من الأحداث المدمرة مهما كانت أسبابها. وهذا يصح بشكل خاص في المواقف التي تتواجد فيها مجموعات بشرية تشك في نوايا بعضها البعض. عموما هناك مبدآن يصلحان للحكم هنا كما في أي مكان آخر:
الأول يقول أن أبسط تفسير هو الصحيح. 
والثاني ينصحنا أن لا ننسب أبدًا أمرا ما إلى نية خبيثة، ما دامت هناك إمكانية تفسيره على أنه حادث.
نقطة البدء الجيدة هي التفكير العلمي. فقد ذكرت الحكومة اللبنانية أن الانفجارات الأخيرة في بيروت كانت نتيجة لحادث وقع في مستودع للمتفجرات خلّف انفجار 2700 طن من نترات الأمونيوم التي تم تخزينها بشكل غير صحيح لفترة طويلة للغاية وفي درجة حرارة عالية جدًا. هذا التفسير يمتلك مصداقية كاملة. إنه متوافق تمامًا مع الألوان والأشكال النمطية للانفجار كما بدت واضحة في أول مقاطع الفيديو والصور التي ظهرت. فمعلوم أن نترات الأمونيوم تستخدم كسماد، لذا فهي أكثر شيوعًا مما قد يتخيله الكثير من الناس. مع ذلك يجب التعامل معها بحذر. لأنها عندما تنفجر، فإنها تفعل ذلك بشكل مذهل. ينتج عن مثل هذا الانفجار أبخرة مائية وأكاسيد النيتروجين، وهو ما يفسر اللون الأصفر المائل للبني الذي اصطبغ به الجو مباشرة بعد الانفجار الثاني. بعبارة أخرى، ليس هناك من سبب علمي يؤكد الاشتباه في أية نوايا سيئة في هذه الانفجار.