عشاق الله

جورج ماثيسون

من عشاق الله:

جورج ماثيسون

- هذا الرجل هو من أكثر الشخصيات التي استطاعت تجاوز الظروف الخارجية بل واستثمارها ليعشق خالقه أكثر وأكثر.
- ولد جورج ماثيسون عام 1842 م في جلاسكو باسكتلندا. وظهرت عليه علامات النبوغ الدراسي حتى كاد أن ينهي دراسته الجامعية وهو في سن التاسعة عشر، لولا أن ألمت به مشكلة في عينيه وبعد أن عرض نفسه علي طبيب كانت نتيجة الكشف الطبي صدمة كبيرة فهو سيفقد بصره خلال ستة شهور علي الأكثر.
- ذهب مسرعاً إلي خطيبته ملتمساً منها التشجيع، ولكن خاب أمله عندما صارحته بأنها لن تستطيع أن تكون زوجة لشخص أعمي.
- أظلمت الحياة في وجهه وهو مازال بصيراً، فكم وكم سيكون الظلام عندما يفقد البصر.
- لم يجد أي رجاء أو تشجيع أو أمل في الحياة.


------------------------

- جاءه صوت داخلي يهمس في أعماقه ويبث فيه الأمل ويقدم له معني للحياة حتى بلا بصر، كان صوت الله هاتفاً في أعماقه ومقدماً الرجاء والأمل في المستقبل رغم الظروف المعاكسة.
- تجاوب “جورج" مع الصوت الإلهي الداخلي ووجه فكره لله وبدأ يكتشف معني جديداً وبعداً جديداً وبعداً أفضل في الحياة لم يدركه عندما كان مبصراً.
- فتجاوب مع صوت الله داخله وقام ليمارس حياته مدفوعاً بالعشق الإلهي، فلم يرث لحاله ولم يلتمس المواساة من المشفقين عليه. بل سار في رحلة الحياة بإيمان مع من يعشق ويتكل عليه وكله ثقة في الذراع التي ترعاه فهي ذراع الله الراعي المحب.


---------------------

- ويحكي ذلك العاشق ما أختبره في رحلة العشق مع الله رغم فقده للبصر فيقول:

يا إلهي:

لقد سمحت بأن تغلق أماميا كل الأبواب
لكي أتجه إلي بابك المفتوح.
لقد وضعت ستاراً أمام عيني
لكي تتجه بصيرتي إليك وحدك.
لقد أسكتَ كل نغمة حولي
لكي أستمع إلي صوتك لا سواك.


يا إلهي:

إنني لم أر تغييراً للظلام الذي يكتنفني
لكني استطعت أن أكتشف معني جديداً للظلام.
لقد عرفت أن هذا الظلام هو ظلك
إذ تقف حائلاً بيني وبين العالم.
لتحجب عني أضواءه الكاذبة.


- بهذا الفكر وبهذه الثقة في حب الله له سار "جورج ماثيسون" مدفوعاً للأمام بقوة عشقه لله، فحصل عام 1861م علي درجة جامعية في الآداب بدرجة امتياز، ثم استمرت مسيرته العلمية فصار أستاذاً للآداب في الجامعة، وكان يحاضر في جامعتي "بلورال" و "جفورد".
- ثم درس العلوم الدينية حني يتمكن من توصيل عشقه لله إلي الآخرين فحصل علي دبلوم في اللاهوت وصار قسيساً، وكان يمارس عمله المحبب وهو أن يحدث الناس عمن يعشق وهو "الله" وكم من أشخاص تجاوبوا مع رسالة الحب التي نقلها"جورج" من عند الله إلي الشعب، وبذلك نقل عشقه لله إلي قلوب الآخرين.
- لم يكتف "جورج" بذلك بل أستخدم بعض المساعدين ليكتبوا ما يمليه عليهم من خواطر وتأملات عن الله وسجلها في كتب ليوصل رسالة الحب الإلهي لأكبر عدد من البشر.


------------------------

- ومن أشهر قصائده في العشق الإلهي القصيدة التي خاطب فيها ربه معترفاً بأن الله لم يتركه أبداً، وهي قصيدة " أيها الحب ما تخليت عني" وفيها يناجي الله واصفاً إياه بأنه الحب فيقول:


أيها النور
يا من تتقدمني طول الطريق
إني أسلم مشعلي الخافت إليك
وعندها يعود لقلبي نوره المكتسب
وهكذا تتوهج رويداً رويداً
إلي كمال شمسك الساطعة.
أيها الحب
ما تخليت عني في انكساري ووسط ضعفي ووهني.
أيها الحب إن نفسي ترجو راحة القلب فيك بعد التمني.
أيها الحب ها حياتي منحة منك فأقبلها في يديك.
قيثاري ولحني
قيثاري يشدو بلمسة فنك.
ونشيدي يحلو بروعة لحنك.
وحياتي تغني وتسمو بمجدك.
فتقبل روائع الشكر مني.



-------------------

والسؤال الآن:

هل انتهت حياة ذلك العاشق؟؟
هل مات الحب بموت الجسد؟؟


- قد يكون جسده قد ووري التراب لكن من المؤكد أنه ذهب ليستكمل رحلة العشق الإلهي التي بدأت أثناء حياته ولم تنتهي بموت جسده بل هي مستمرة الآن في محضر الله بلا عوائق زمنية دنيوية

---------------------

{الصور المرفوعة على هذا المقال من ويكيبيديا الموسوعة الحرة ومصرح باستعمالها}