عشاق الله

ابتهالات - الشاعر: بدوي الجبل

  ابتهالات

الشاعر: بدوي الجبل
أنـا لا أُرجِّي غيرَ جبّـارِ السمـاء ولا أَهـابُ
بينـي وبيـنَ اللهِ من ثِقَتـي بلطـفِ اللهِ بـابُ
أبـداً ألـوذُ به وتعرفُنـي الأرائِـكُ والرِحـابُ
لي عندهُ من أدمعي كَنزٌ تَضيـق بـه العِيـابُ
********
يا ربِّ: بابُـكَ لا يَـرُدُّ اللائِذيـنَ به حِجـابُ
مِفتاحُـهُ بيـدي يَقيـنٌ لا يُلـِمُّ بـه ارتيـابُ
ومحبّـةٌ لـكَ لا تُكـدَّرُ بالريـاءِ ولا تُشـابُ
وعبـادةٌ لا الحشـرُ أملاها علـيَّ ولا الحسابُ
وإذا سألتَ عن الذنـوبِ فإنَّ أدمعـي الجَـوابُ
هيَ في يميني حينَ أبسُطُها لرحمتـكَ الكِتـابُ
إنّي لأغبِطُ عاكفيـنَ على الذنـوبِ وما أنابـوا
لـو لـم يكونـوا واثقين بعَفوِكَ الهاني لتابـوا
منهـم غداً لكنوزِ رحمتكَ اختِطـافٌ وانتِهـابُ
ولهـم غداً بيقينهـم من فيءِ سِدرَتكَ اقتـرابُ
وسَقَيتُ جنَّتكَ الدموعَ فـروَّتِ النُطَفُ العِـذابُ
وسَكبتُ في نيرانـكَ العَبـَراتِ فابتـَرَدَ العَذابُ
تنهـلُّ في عَـدنٍ فنَوَّرَ كوكبٌ ونَمَـتْ كَعـابُ
قرَّبتُهـا زُلفـى هَواكَ فلا الثوابُ ولا العِقـابُ
أنتَ المرجَّى لا تناخُ بغيـرِ ساحتِـكَ الرِكـابُ
الأُفقُ كأسُكَ والنجـومُ الطافيـاتُ بـه حَبـابُ
أنـا من بِحـارِكَ قطـرةٌ مما تحمَّلَهُ الرَبـابُ
ألقَى بها بَعـدَ السِفـارِ فضمَّهـا قفـرٌ يَبـابُ
البحـرُ غايتُهـا فلا وادٍ يَصـدُّ ولا عُقــابُ
يا دمعةَ المُزنِ اغتربتِ وشَـطَّ أهلُكِ والجَنـابُ
حُثِّي خُطاكِ فللفـروعِ إلى أرُومتِهـا انجـذابُ
حُثِّـي خُطـاكِ فشاهِقٌ يُرقى وموحشةٌ تُجـابُ
البحرُ معدِنُكَ الأصيلُ وشوق روحِكِ والحُبـابُ
وغـداً للجَّتِـهِ وإنْ بَعـُدتْ يَتِمُّ لـكِ انسيـابُ
أنا لا أُطيلُ إذا ابتهلتُ وقد تحدَّتنـي الصِعـابُ
********
لا أشتكـي وبمهجتـي ظُفُـرٌ يُمزَّقُهـا ونَـابُ
مَسَحَ الحياءُ على الدموعِ وأكرمَ الشكوى اقتِضابُ
تكفـي ببابِـكَ وقفـةٌ وأسىً تجمَّـلَ واكتئـابُ

--------------