عشاق الله

عندي حلم...

مارتن لوثر كينغ

 ترجمة: ديمتري أفييرينوس

عندي حلم أن هذه الأمة سوف تنهض ذات يوم وتطبِّق معنى عقيدتها الحقيقي: "نحن نعتبر هذه الحقائق بديهية، ألا إن البشر قاطبة مخلوقون سواسية."

عندي حلم أنه ذات يوم، على تلال جورجيا الحمراء، سيتمكن أبناء العبيد السابقين وأبناء مُلاَّك العبيد السابقين من الجلوس معًا على مائدة الأخوَّة.

عندي حلم أنه ذات يوم، حتى ولاية ميسيسيبي – وهي ولاية صحراوية، تتلظَّى في حَرِّ الظلم والضيم – ستتحول إلى واحة حرية وعدالة.

عندي حلم أن أطفالي الأربعة سوف يعيشون ذات يوم في أمة لن يُحاكموا فيها بحسب لون بشرتهم، بل بحسب مضمون خُلُقهم.

أنا عندي اليوم حلم.

عندي حلم بأن ولاية آلاباما، التي تقطر شفتا حاكمها كلماتِ الفَصْل والإلغاء، ستتحول ذات يوم إلى وضع يتمكن فيه الصبية والبنات السود الصغار من ضمِّ أياديهم إلى أيادي الصبية والبنات البيض الصغار ويمشون معًا كأشقاء وشقيقات.

أنا عندي اليوم حلم.

عندي حلم أنه ذات يوم سوف يرتفع كلُّ وادٍ، وسوف ينخفض كلُّ تلٍّ وجبل، والأماكن الوعرة سوف تستوي، والأماكن الملتوية سوف تستقيم، ومجد الربِّ سوف ينكشف، والبشرية قاطبة سوف تشهد ذلك معًا.

ذلكم هو رجاؤنا. ذلكم هو الإيمان الذي أعود به إلى الجنوب. بهذا الإيمان سوف نتمكن من نحت جبل اليأس حجرًا من أمل. بهذا الإيمان سنتمكن من تحويل شحناء فِتَنِ أمتنا إلى سمفونية إخاء جميلة. بهذا الإيمان سنتمكن من العمل معًا، من الصلاة معًا، من الجهاد معًا، من الذهاب إلى السجن معًا، من الذود عن الحرية معًا، عالمين أننا سنكون أحرارًا ذات يوم.

وهذا سيكون اليوم الذي سيتمكن فيه أبناء الله جميعًا من الإنشاد بمعنى جديد: "وطني، لكَ، يا أرض الحرية الحلوة، لكَ أنشد. يا أرضًا مات عليها جدودي، يا أرض مفخرة الحاجِّ، من كلِّ سفح جبل، فلتجلجل الحرية."

وإذا كان مقدَّرًا لأمريكا أن تكون أمة عظيمة لا بدَّ أن يتحقق هذا. فلتجلجل الحرية من ذرى تلال نيوهامشاير الهائلة. فلتجلجل الحرية من جبال نيويورك الجبارة. فلتجلجل الحرية من ألِّغِني بنسلفانيا الشامخة!

فلتجلجل الحرية من روكي كولورادو المكلَّلة بالثلج!

فلتجلجل الحرية من قمم كاليفورنيا المتناسقة القوام!

ليس هذا وحسب؛ فلتجلجل الحرية من جبل ستون جورجيا!

فلتجلجل الحرية من جبل لوكْآوت تينيسي!

فلتجلجل الحرية من كلِّ تلة ومن كلِّ رابية في ميسيسيبي. من كلِّ سفح جبل، فلتجلجل الحرية.

عندما ندع الحرية تجلجل، عندما ندعها تجلجل من كلِّ قرية ومن كلِّ دسكرة، من كلِّ ولاية ومن كلِّ مدينة، سوف نتمكن من الإسراع في مجيء ذلك اليوم الذي سيتمكن فيه أبناء الله قاطبة، سودًا وبيضًا، يهودًا وأممًا، بروتستانت وكاثوليك، من ضمِّ أياديهم وإنشاد كلمات الأنشودة الروحية الزنجية القديمة: "أخيرًا أحرار! أخيرًا أحرار! الشكر لله القدير، نحن أخيرًا أحرار!"