عشاق الله

أين الله في زمن الكوفيد 19؟

هناك حديث شريف يقول «اعقلها وتوكل». فعندما أرى المساجد والكنائس مغلقة لأول مرة في التاريخ، أنظر من حولي متسائلا «أين الله وسط هذه الكارثة؟» الحق أني قمت بكل ما بوسعي القيام به مثل العديد من الناس حول العالم، لكنني أتساءل الآن عن قدرة الله لإخراجنا من هذا الوضع.

هل الغني أكثر قيمة من الفقير؟
هل الغريب أقل قيمة من الصديق؟
هل الرضيع أكثر قيمة من العجوز؟
هل بدايتك أهم من نهايتك؟

ما قيمتنا؟ يرى البعض أنه لم يكن علينا إغلاق حدود البلدان، أي إغلاق العالم تقريبًا لمجرد إنقاذ حياة عدد قليل من الناس. وهم في ذلك يقتبسون الإحصائيات. يقتبسون التكلفة المادية لعمليات الحجر الصحي حول العالم وعواقب ذلك على الاقتصاد.

حسنا ، كم تظن قيمتك، يا فتى؟
من يقف ويخبرني؟
هل تقول أن الإنسان لا يساوي شيئا
ما لم يكن هناك من يدفع الثمن؟

إلا أن كل حالة وفاة ليست مجرد إحصائية. كل شخص يموت بسبب الكوفيد 19، أو أي سبب آخر هو إما أم أو أب أو ابن أو ابنة لشخص ما.

أظن أنك ترى نفسك شخصا مهما
حسنا، ما مقدار هذه الأهمية وبالنسبة لمن؟
الامر سهل كثيرًا في الليل مع الأصدقاء وتحت الأضواء الساطعة
أكثر مما هو وانت وحيد في غرفتك.

نتحدث عن إله مطلق القوة. لكن إذا كان كذلك لماذا يسمح بحدوث أمور مثل الكوفيد 19؟ لماذا يسمح أن يموت أصدقاؤنا وأقاربنا ؟ هل يرمي بقطعة نرد ويختار من يعيش ومن يموت؟

ونحن على مشارف ليلة القدر هذا العام، سيجأر الكثير منا بالدعاء إلى الله من أجل القدرة على مواصلة الحياة. القدرة على تجاوز الأزمة. أو ربما القدرة على امتصاص صدمة ما يقع؟

عندما نتحدث عن إله كلي القدرة، ننسى أحيانًا أنه إله كلي المحبة أيضًا. وعندما ندرك ذلك يصبح الأمر أكثر إرباكًا. كيف يمكن لإله كلي المحبة أن يسمح بحدوث ما يقع الآن؟

هناك قصة ذكرها السيد المسيح عن أب طلب منه ابنه أن يعطيه نصيبه من الميراث في حياته. ففعل الأب وأخذ الابن المال ثم رحل وأهدره على المتع والملذات حتى أصبح معدما لا يملك شيئا. فقرر العودة إلى والده والعمل عنده كعبد. لكن الأب الذي كان ينتظر عودته ركض لاستقباله عندما رآه عائدا ورحب به في بيته مكرما معززا من جديد.

يريد السيد المسيح هنا أن يخبرنا أن الله الودود المحب هو مثل ذلك الأب. أجل، إنه قوي، أجل ، إنه يحبنا، لكنه يحبنا ما يكفي لكي يسيّرنا مع السماح بهامش حرية لاتخاذ قراراتنا، وهو ما يذكرنا بقولة "اعقلها وتوكل". فلنقم بما علينا القيام به ونتوكل على قوة الله ومحبته.

(الاقتباسات من أغنية إنجليزية سمعتها قبل أربعين سنة)


يمكن مشاهدة فيلم قصة الابن الضال على الرابط التالي:https://www.youtube.com/watch?v=UKcTQcQyoSA