عشاق الله

خواطر العم عبد العزيز-- الحرية

زرت العديد من البلدان. زرت تقريبا كل بلد عربي، كما العديد من البلدان الأخرى على مدى حياتي الماضية. لقد عايشت ثقافات ومجتمعات مختلفة. كان بعض من قابلتهم هناك يزعمون أنهم غير أحرار ويتشوقون إلى الحرية، بينما كان البعض الآخر يزعمون أنهم أحرار، مع أنهم لم يكونوا كذلك. على الأقل ليس بالطريقة التي يعرف بها كل مجتمع مسألة الحرية.

أقدم لكم مثالا على ذلك. في "الغرب" لا أستطيع زيارة صديق لي دون ترتيب الزيارة معه أولاً، بينما في معظم مجتمعات الشرق الأوسط ، أشعر بالحرية في زيارة صديقي في أي وقت يحلو لي ذلك لأنه صديقي. فهل يجعل هذا الأمر أهل الشرق الأوسط أكثر حرية من أهل من الغرب؟

خلال الحرب العالمية الثانية ، زعم الحلفاء أنهم يحاربون في سبيل أربع حريات:

  • حرية التعبير
  • حرية العقيدة
  • التحرر من العوز والفقر
  • التحرر من الخوف

 

أتذكر خواطري في العام الماضي عن الحرية، والتي عنونتها: الحرية من... والحرية لأجل...

ذلك أن الحرية المطلقة تعنى الفوضى، لهذا السبب نحتاج دائما إلى موازنة الحرية بالمسؤولية. لكن أين ينبغي رسم الخط الفاصل بينهما؟

فعندما أقود سيارتي وسط القاهرة، يتهيأ لي أحيانًا أن كل سائق هناك لديه الحرية المطلقة ليقود سيارته كيفما شاء. مع ذلك نرى حركة المرور في القاهرة تنساب بشكل جيد للغاية، حيث نلاحظ عددا قليلا من حوادث السير، أقل مما قد نتوقعه. أتذكر زمن السياقة عندما كانت لدينا حرية الاختيار في وضع حزام السلامة أو عدم وضعه. الآن لم تعد لدينا تلك الحرية. هل كنا ببساطة نعتقد أن حوادث السير تقع بمشيئة الله، أم أننا ببساطة كنا نفتقر إلى الحكمة؟ أحيانا تضطر المجتمعات إلى فرض قوانين للمساعدة على فعل ما هو صحيح.

إذا كان لدى كل شخص الحرية المطلقة في قيادة سيارته كيفما وأينما شاء فحتما سنواجه عددا لا قِبل لنا به من حوادث السير. وسنظل في خوف دائم.

كلنا نتوق إلى التحرر من الخوف. ليس فقط حين قيادة سياراتنا بل في جميع مجالات حياتنا. كما أنني لا أتوق أنا فقط وزوجتي إلى التحرر من الخوف، بل أحب ذلك لأطفالي وأحفادي أيضا.

الحرية تعني حتما أخذ الآخرين بعين الاعتبار أيضا. فأن تطفئ شمعة شخص آخر لن يجعل شمعتك أكثر إشراقا. 

وماذا عن الله تعالى؟ هل نحن فقط عبيد لله؟ هل نحن فقط هنا مقيدون بآلاف القوانين لتحقيق إرادة الله؟

لقد قال السيد المسيح خلال حياته على الأرض "لن أدعُوكم بَعدَ الآنَ عَبيدًا، لأنّ العَبدَ مُنفصِلٌ عن سَيِّدِهِ جاهلٌ بأعمالِهِ، ولكنّني أدعُوكُم أحبابي وقد كَشَفتُ لكُم كُلَّ ما أبانَهُ لي اللهُ أبي الصَّمَدُ مِن حَقائقَ." (الوحي الذي سجله الحواري يوحنا 15: 15) لقد أشار إلى الله على أنه أب له. وماذا يعني أن يكون المرء حبيب الله؟ أكيد أن هذه هي الحرية المطلقة ... حرية المرء في أن يكون حبيبا لله.